adblocktest watsapp-video: نِهـــايَةُ الأســتَاذ


نَزلت المذكرة الوزارية في شأن الدروس الخصوصية المؤدى عنها أمام أنظار و على مسامع الأطر التربوية وخاصة السادة الأساتذة كالصاعقة ومنهم من استقبلها بفرح شديد.
المُذكّرة المُمضاة من طرف السيد رشيد بن المختار بن عبد الله ، وزير التربية الوطنية و التكوين المهني ،بتاريخ 11 دجنبر 2014 عدد 233/14 و التي تُؤكد على أنه يُمنع منعا باتّا و بأي شكل من الأشكال تنظيم المدرّسات و المدرّسين لدروس خصوصية مؤدى عنها لفائدة تلميذاتهم وتلامذتهم .
صحيح نحن مع القانون إذا كان يشمل الوزير إلى الأستاذ وكل من يوجد على هذه الأرض السّعيدة ، لكن علينا أن نطرح تساؤلا ، لماذا يلجأ الأستاذ إلى الساعات الإضافية ؟ .حتى لا نذهب بعيدا ونبقى في الواقع .الواقع المغربي الذي يعرف الغلاء في كل شيء تحت ظل حكومة نيتها التخلي عن حل المشاكل الإجتماعية المُتفاقمة يوم بعد يوم مع استمرار الإستنزاف اليومي لخيرات البلاد دون حسيب ولا رقيب من طرف أعداء الوطن .
الواقع الذي يُبرهن و يكشف عن مستوى عيش الأستاذ “البئيس” داخل المُدن كما وسط القُرى النائية في مدارس بدون نوافذ و طرق ووسائل نقل و بدون مراحيض حتّى .واقع يكشف على أن منطق القانُون هو الغائب و أن منطق الغابة هو السائد و الفاهَمْ يَفْهَم .لكن أليس من حقِّنا أن نطرح سؤالا آخرا وليس أخيرا من قبيل : أين هُم النِّقابات من كلّ هذا ؟ .
النَّقابة تنظيم قانوني يُدافع عن مصلحة الموظَّف وضد كل مَا مِن شأنِه أن يُؤدِّي به إلى نتائج وسُمعة أسوأ .صحيح نحن مع القانون حينما يخضع له الجميع ، الجميع و بدون استثناء .كان على النقابات أن تدافع عن عيش كريم يقِي الأستاذ شرّ الإنحراف و البَحث عن شُروط عيش كريم بعيدا عن الوقوع ضحَايا الأبناك و الإقتراض و السَّلف .أستاذ ، موظف دولة بهندام مُناسب ، منزل خاص في ملكيته ، سيارة تقيه نظرات تلاميذ يمرُّون عليه وهم على متن سياراتهم ينتمون لطبقة غنية تحتقر الأستاذ و تحاول تركيعَه والضحك على ذقنه باستضافته لمنازلهم للساعات الإضافية .
المُشكل الحقيقي هو أننا لا نقوم بمسؤوليتنا تجاه البلاد ، و الذَّكِي فِينا هو من يعرفُ من أين تُؤكَلُ الكتِف و إغناء رصيده بشتّى طرُق النَّصب و الضَّغط و مُمارسة السُّلطة بكل شَطَط ومرَض ، احتقار المُواطن و الرَّفع من قيمة الآخر الذي يعيثُ فسادا و إفسادا في البِلاد .
لتجاوز هذه المَهزلة على من يسيِّر البلد دُون حصد نتائج غير سارّة ،أنْ يرفع مِن أجرَة الأستَاذ ولو بألفي درهم ( 2000 درهم ) و مُتابعتِه و بشكل حازم و جدِّي في حالة تورُّطه في السَّاعات الإضَافية بعيدا عن أي شكُوك أو شكايات كَيْدِية ضد الأستاذ و نحن مع مُحاسبته أمام الملأ في ساحات البلاد .
الرفع من شأن الأستاذ هو السبيل للرفع من قيمة العلم و المعرفة ومن قيمة التلميذ بعيدا عن أي كلام ممضوغ ونية مبيتة لا نحصد من وراءها سوى الذل و النكوص إلى مؤخرات التصنيفات الدولية في التنمية.