adblocktest watsapp-video: فيضانات المغرب القاتلة


اللهم أسقينا مطرا نافعا” دعاء كان يجب علينا أن نقوله قبل أن نصلي صلاة الاستسقاء، التي صلاها المغاربة قبل أسابيع من فاجعة الفيضانات التي شهدتها عدد من مناطق الجنوب الشرقي بالمغرب، خلال نهاية الأسبوع المنصرم والتي عرت عورة من هم يعتبرون أنفسهم في خدمة الشعب المغربي الذي أصبح يرى نفسه مجرد ورقة انتخابية تستعمل مرة في كل انتخابات يشهدها هذا الوطن الذي أثقل كاهله بالشعارات العابرة كالسحاب والنفاق الملون بألوان الطيف فلا خير في امرئ تلون إذا الريح مالت مال حيث تميل، بحيث أسفرت السيول المنهمرة في ضواحي إقليم “كلميم”، ومناطق أخرى من الجنوب الشرقي للمملكة، عن وفاة 36 فردا، وتشريد آخرين، وانهيار منازل و قناطر وطرقات، وخسائر زراعية فادحة، مما شكل فاجعة بكل المقاييس، أثارت حزن وغضب المغاربة بخصوص تدني البنيات التحتية في “المغرب العميق”. .

وكما يقال “ماقدو الفيل زادوه الفيلة” الحكومة التي كانت تتقن الهرطقة في أيام المعارضة اليوم جف حبر قلمها وسدت أفواهها وأصبحت تخرج في تصريحات عجيبة وغريبة لو كانت في بلد أخر لربما توبعت عليها قضائيا، ولكن الجميل في الأمر هو أن التكفل بالجثامين هو أقصى ما يمكن استعماله في هذا الوطن الحبيب وهذا أمر واضح لأن الانتخابات لم تأتي بعد والمواطن المغربي أثقل كاهل الحكومة لذا دفن المواطن والذهاب معه إلى مثواه الأخير واجب عليها باعتباره صوت ساهم بشكل من الأشكال في وصولها إلى القيادة ورد الدين واجب على صاحبه.
إنها كارثة بجميع المقاييس، والأعظم فيها ليست هي وفاة الناس بل حملهم على الأغصان و نقلهم في شاحنات الازبال، فأين هي حرمة الأموات؟ كيف لا وحرمة الأحياء تنتهك في بلد يأبى إلا أن يلفظ أبناءه خارج بطنه وكأنه يقول لهم انتم لقطاء، فأين هي حقوق الإنسان؟ أم هي مجرد شعارات؟ ففاجعة واد “تيمسورت” سوف يسجلها التاريخ وترسمها الجغرافية، ألهذا الحد وصلت قيمة المغربي ألهذا الحد وصل الاستهتار واللامبالاة للمسؤولين .لن يطوي أو ينسى الزمن هؤلاء ولن تنمحي فضيحتهم من بين الكم الهائل من الفضائح التي في جعبتهم، إننا بهؤلاء الزنادقة والمستهترين نعطي لخصومنا ما يستكشفون به علينا وإن كانت الطبيعة مليئة بالمفاجئات، إن الحكومة الملتحية مهما كان وسوف يكون فهذا واقع لايمكن نفيه أو تكذيبه هي وصمة عار على جبينها وستبقى لصيقة على مر الزمن.
فقد يقول قائل بأن المواطن مسؤول هو الأخر، وهذا أمر لا يمكن نفيه إلا أن الوعي المجتمعي سيل جارف، فربما هناك صور تكشف غياب هذا الوعي بشكل جلي حيث أن الماء أصبح كالموج وهناك أناس – سائقين- يغامرون بسلامة أنفسهم وسلامة المواطنين الشيء الذي جعل الكارثة مهولة والأمر محزن، إلا أن تسخير الإمكانيات من خلال مروحيات وغيرها لإنقاذ الأجانب وترك المواطن المغربي يسارع الموت يضع ألف علامة استفهام ونحن لسنا ضد إنقاذ الأجانب بل هم في ضيافتنا وحق الضيف علينا، ولكن ما قيمة المواطن المغربي داخل هذا المجتمع، أم أن أسهمه قد إنخفضة وربيعه قد أصبح خريف وشمسه أدنت بالغروب.
إن المطر أصبح بالنسبة لنا نقمة والنشرة الجوية أصبحت تجسد للمغاربة فيلم الرعب فكلما تحدثنا عن تساقطات مطرية إلا وتذكرنا ما فعلته الأمطار بإخواننا، إن الدولة مسؤولة بشكل كبير عن غياب البنيات التحتية بالمغرب العميق .و مسؤولة بشكل أكبر عندما يتعلق الأمر بالتدخل لانقاد المحاصرين و المنكوبين و المهددين ودلك بتوفير وسائل الإنقاذ و التغطية، والمواطن هو الأخر مسؤول باتخاذ الحيطة و الحذر لتجنيب نفسه و ذويه أخطارا واردة بسبب التساقطات و الظواهر الطبيعية بصفة عامة، إن أغلب ضحايا الفيضانات الماضية كان بسبب تهور السائقين و غياب الوعي لديهم بخطورة التصرفات التي يقدمون عليها عندما يهمون بقطع الوديان في عز الحملة .
اللهم اسقينا مطرا على قد المسؤولين ديالنا.
المصدر: تمازيرت بريس