رشيد الحبادي
احتضنت صباح أمس الأربعاء
29 أكتوبر2014 ولاية جهة كلميم السمارة، اللقاءات التشاورية الجهوية لتأهيل منظومة
التربية والتكوين ،وذلك من أجل الوقوف على اختلالات وإخفاقات المدرسة المغربية
،واقتراح نموذج تربوي وتعليمي يليق بتحديات القرن الحالي ويستجيب لانتظارات عموم
المغاربة .
بعد الكلمة التقديمية
وتلاوة جدول أعمال اللقاء من طرف أعضاء المجلس الأعلى للتربية للتعليم والبحث
العلمي ،فُتح باب المداخلات للحضور الذي تجاوز 490 مشارك ومشاركة من أطر تربوية
وهيأة التدريس والتفتيش وفاعلين سياسيين وممثليين نقابيين وصحافيين وممثليين عن
أحزاب سياسية وفعاليات المجتمع المدني .وقد أدلى الحضور بدلوهم ودقوا ناقوس الخطر
بخصوص وضعية المدرسة المغربية ،ورغم الاختلافات الأيديولوجية والسياسية التي أرخت
بكلكلها على العديد من المداخلات فإن الجميع ركز على نقاط أساسية نجملها في مايلي :
_ضرورة تأهيل المدرسة المغربية عن طريق الاهتمام بالبنيات التحتية (تجهيزات
أساسية ،مراحيض ،فضاءات خضراء،فضاءات للقراءة والتحصيل العلمي...).
_الاهتمام بهيأة التدريس ورد الاعتبار إليها من خلال تطوير كفاءاتها
وقدراتها، عبر التكوين المستمر وفتح الباب على مصراعيه لمتابعة دراساتهم الجامعية
والعليا ،وأن يحظوا كذلك بتقدير اجتماعي ونفسي ومالي .
_ تحسين وضعية المتعلم وذلك بالاهتمام بصحته العقلية والنفسية عن طريق
إحداث مراكز للاستماع والإنصات ،وتشجيع العائلات الفقيرة بدعم مالي لتمكين فلذات أكبادهن من متابعة دراستهم.
_دور الإعلام وأهميته في الإصلاح من خلال مواكبته لمستجدات التربية
والتكوين والعمل على تنزيل مقتضيات الإصلاح على أرض الواقع بدل تسطير الوهم وتصيد
نواقص المدرسين والمدرسات .
_أن تنأى المدرسة المغربية عن المزايدات السياسوية والتطاحنات الحزبية
التي تتعامل بمنطق الغنيمة مع هذا القطاع الاستراتيجي .
وإذا كان الجميع قد ثمن هذه
المبادرة الطيبة والالتفاتة الجميلة من طرف المجلس الأعلى للتعليم ،فإنهم قلقون
ومتذمرون على مآل التوصيات والاقتراحات التي توصل المجلس بها جراء هذه اللقاءات
التشاورية .هل سيستثمر المجلس الأعلى للتربية وللتعليم هذه التوصيات والمقترحات
ويفعلها بالشكل الأمثل ؟أم أن المجلس يملك وصفة جاهزة وما حضور المشاركين إلا من أجل
التصفيق وقول العام زين ؟كيف سيتم تنزيل كل التوصيات والاقتراحات التي توصل بها
المجلس على أرض الواقع ؟ لنا كل الثقة
والتفاؤل في جدية هذه المؤسسة الدستورية وفي قوتها الاقتراحية .والأيام
القليلة المقبلة تحمل في أحشائها الجواب
الشافي والكافي عن هذه الأسئلة .

.jpg)


